انشغال الأم عن الأبناء بداية لطريق الانحراف
صفحة 1 من اصل 1
انشغال الأم عن الأبناء بداية لطريق الانحراف
الأم كما هي رمز للحنان والعطاء فهي بالنسبة لآخرين أحزان وآهات لأولاد فقدوا أمهاتهم حتى وإن كن على قيد الحياة، أمهات فضلن مصلحتهن الشخصية على مصلحة أولادهن أمهات ضحين بالأمومة لأسباب مختلفة وليت الأمر يقتصر على ذلك فحسب، فهناك بالفعل أمهات نسين أن لهن دوراً هاماً في تربية واحتضان أولادهن.
راندا. ن. س بكالوريوس تربية تقول: لم أتذكر أي يوم كان فيه حوار بيني وبين أمي فقد تركتني وأنا في الثانية عشرة من عمري وتزوجت من رجل آخر بعد وفاة والدي بثلاثة أعوام، وعشت في بيت جدي الذي وجدت فيه الحنان والدفء، ولكن دائماً أشعر أن ما يملكه الآخرون ليس عندي بالرغم أن أمي على قيد الحياة، تعيش مع أبنائها الآخرين وترعاهم وأنا لا أمثل لديها شيئاً سوى ذكرى ماضية من إنسان قد مات وانتهي، فأنا ليس لدي أي أشقاء لذلك أعيش حياتي وحيدة مع جدي العجوز لا يوجد بيني وبينه أي مجال للحوار، دائماً وأبداً أحسد صديقاتي على وجود أمهاتهن معهن لدرجة أنني أكره الذهاب لأي واحدة منهن ، والآن في يوم زفافي سأكون وحيدة مهما عوضني أقاربي وأهلي، ومهما حاولت أمي أن تقف الى جانبي لم أشعر بالأمان الذي تشعر به كل فتاة أحست بالحب والحنان من أمها طوال حياتها، .
وبأسي واضح على وجهه يقول محمد. س. م بكالوريوس هندسة أعيش في بيت أشبه بالديوان أو المصلحة الحكومية كل شيء يخضع لقواعد وقوانين وليس للمشاعر والرغبات، أعيش مع أبي وأمي وأخوتي، أبي مشغول عنا كثيراً وترك مسؤولية تربيتنا إلى أمي فهي تعاملنا كما يعامل الرئيس مرؤوسه.
أمي كانت تعمل في إحدي المصالح منذ سنوات ولكنها استقالت منها حتى تتفرغ لتربيتنا فأنا أشعر أن أمي تحملت مسؤولية فوق طاقتها، لذلك فهي تتخذ من وسائل الحزم والشدة أسلوب للتعامل معي ومع أخوتي حرصاً منها على تربيتنا تربية سليمة، ولكن ما سعت إليه أمي قد عاد علينا بالضرر وليس بالنفع، فأنا لا أشعر أبداً معها بأي حب أو حنان، أخاف منها كثيراً أخاف أن أتحدث معها أخاف أن أحكي لها أي مشكلة، فهي لا تفهمني ولا تشاركني في أمور حياتي الخاصة أسمع كثيراً وأقرأ أكثر عن مدى حنان الأم وخوفها على أولادها وحرصها على تحقيق رغباتهم. وأتألم لأنني لم أجد كل هذا في أمي فهي دائماً تريد أن تسير على خطاها تريد أن تصبح في أحسن حال ليس من أجل مستقبلنا ولكن من أجل المظهر الاجتماعي أمام الناس والأقارب لا أشعر من أمي على أنها الأم العطوف الحنون ولكن أشعر بها على أنها السيدة المسيطرة على أولاد زوجها.
أين أمي
ويقول رامي. ح. م المرحلة الثانوية أمي لديها اهتمامات كثيرة بعيدة عن المنزل فهي تهتم بعملها أكثر من اهتمامها بنا أنا واخوتي حيث إنها تعمل رئيس قسم في إحدى الكليات العلمية تعمل باستمرار في الأبحاث العلمية وعلي الرغم من أنها تحاول أن توفر لنا قدراً من جهدها ومن وقتها، إلا أننا نشعر دائماً أنها بعيدة عنا لا تشاركنا في مشاكلنا ولا تهتم بأمور حياتنا ، من الممكن أن يكون هذا الوضع بالنسبة لي غير مؤثر في حياتي، ولكن بالنسبة إلى أختي فالأمر يختلف حيث أجد أنها في أمس الحاجة إلى وجود أمي بجانبها حتى تشعر بالحنان والألفة وتجد من يشاركها في مشاكلها، وما يصادفها في الحياة، كم كنت أتمني أن تكون أمي سيدة بسيطة لديها الكثير من الوقت والجهد لتقدمه لأولادها ليست على هذا القدر من المكانة والعلم فأنا أحب أمي كثيراً ولكن لا أجدها وقت احتياجي لها، فهي أم بالوظيفة وليست أماً بالحنان والعطاء! فالأم إن لم يكن أولادها هم أول اهتماماتها فلا داعي لأن تحظى بهذا اللقب .
ويقول أحمد. س. أ طالب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية أنا أعتبر المنزل والأسرة مجرد مكان للراحة والنوم حيث تنعدم لغة الحوار داخل منزلنا سواء مع أمي أو مع أخوتي، أما عن والدي فهو في سفر دائم وقد اعتدنا على ذلك سنوات طويلة ولكني كنت أتمني أن تكون أمي بمثابة الأب والأم ولكنها مشغولة دائماً بعملها الذي يأخذها منا طوال الوقت، أنا أعرف أن أمي تكن لنا الحب والحنان ولكنها لا تشعرنا بهذا أبداً، فنحن بحاجة لها باستمرار ويضيف أحمد. أنا كثيراً أحدد لأمي ميعاد يناسبها حتى أتحدث معها في أي موضوع يشغلني. وعن سبب إنتشار نموذج الأم السلبي في مجتمعنا يقول د شريف عوض أستاذ علم الاجتماع : إن مشكلة انشغال الأمهات عن الأبناء مشكلة اجتماعية خطيرة جداً، أخذت تنتشر في المجتمع العربي، وفي بعض الأحيان يمكن أن تصل إلى حد الظاهرة، وتعتبر المشكلات الاجتماعية بصفة عامة إفرازاً طبيعياً لعدم الانسجام والتكامل بين معايير المجتمع، وتعتبر هذه أهم مكونات ثقافة المجتمع، وهي ركن من حضارة المجتمعات الانسانية كلها فالأم مدرسة لابد وأن تدرك جيداً مدى مسؤولية تربية الأولاد حتى تخرجهم إلى المجتمع صالحين منتجين للوطن، فالأم هي المحور الذي تدور حوله الأسرة ولابد للأم أن تدرك أهمية هذا الدور فالأب في انشغال دائم عن الأولاد والمنزل وهذا هو المعتاد داخل الأسرة العربية، لذلك على كل أم أن تكون دائماً مصدر للعطاء والحنان لأبنائها ولا يجب عليها أن تتخذ من الشدة والعنف أسلوب للتعامل مع الأبناء
علم الاجتماع
ويقول د. محمد مرعي أستاذ الاجتماع أن كل شاب وفتاة بحاجة دائماً إلى حنان الأم، ورعاية الأب وهذا ما يخلق لديهم إحساساً بالأمان والطمأنينه، وأكثر ما يعرض الأطفال والشباب إلى الاكتئاب والشعور بالوحدة هو اتساع الدائرة بينهم وبين الآباء، لذلك لابد أن يحرص كل أب على وجوده بجانب أولاده خاصة في فترة الشباب، يرعاهم ويرشدهم دائماً إلى الصواب حتى لا يسقطوا في بئر الانحراف ومع انشغال الأب الدائم تتضاعف مسؤولية الأم لذلك لابد أن تدرك كل أم أنها المحور الأساسي للتربية السليمة فكيف يمكن أن تقوم بهذا الدور على أكمل وجه إذا انشغلت بالعمل أو تزوجت بعد وفاة زوجها كل هذه الأمور تجعل المسافات بين الأم وأبنائها أكثر اتساعاً، وهذا ما يؤثر على نفسية الأبناء حيث يشعرون بالعزلة والوحدة التي تدفع بهم إلى الاكتئاب ، أو تؤثر تأثيراً عكسياً حيث تؤدي إلى الاندماج بشكل زائد مع الآخرين مما يدفعهم إلى الانحراف النفسي وعدم الاتزان لذلك على كل أم أن تحرص على تربية أبنائها منذ الصغر حتى النضوج والشباب وعليها أن تعلم الحوار والهدوء النفسي من أهم العوامل التي تؤثر بالإيجاب على سلوك الأبناء. فعلى الأم أن تكون الأخت والصديقة والحبيبة المقربة إلى قلوب أبنائها.
مستشار ابليس- رومنسي جديد
- عدد المساهمات : 11
نقاط : 27
تاريخ التسجيل : 30/06/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى